لم يعرف العالم سوى النزر القليل عن عاملة المساعدات كايلا مويلر، التي قضت الأسبوع الماضي في أسرها بسوريا. فقد كان الصمت ضرورياً لأن متوحشي «داعش»، الذين احتجزوا الشابة الأميركية بنت السادسة والعشرين طيلة 18 شهراً، هددوا بأنهم سيقتلونها إذا تم الكشف عن هويتها. فكان أن التزمت عائلتها وأصدقاؤها والحكومة ووسائل الإعلام -فيما عدا بعض الاستثناءات المؤسفة- بالتحفظ على اسمها والاكتفاء بوصف خاطف وسريع. ومنذ تأكد نبأ وفاتها الأسبوع الماضي، تركزت الأخبار في الغالب الأعم على كيفية موتها (من شبه المؤكد أنه ليس في ضربة جوية لقوات التحالف، مثلما تدعي تنظيم «داعش» الإرهابي)، وما كان يمكن القيام به لإنقاذها (لا شيء على الأرجح)، وكيف تلقى والداها دليلًا مصوراً على وفاتها. بيد أن التركيز على المأساة والانتقادات مؤسف لأنه يحرمنا مرة أخرى من فرصة لمعرفة كايلا مويلر، الشابة التي مثلت أفضل ما في المثالية الأميركية والإيمان الأميركي. الآن وقد ماتت كايلا ولم يعد يُخشى أن يلحقها مزيد من الأذى، نستطيع أن نحكي كيف أنها كانت شخصية استثنائية في حياتها. فقد انخرطت في العمل الاجتماعي، حيث تطوعت بالعمل في ملجأ للنساء، وشاركت في الاحتجاجات على الجرائم المرتكبة في دارفور. كما ذهبت إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل إسرائيل لإظهار دعمها للفلسطينيين. وإضافة إلى ذلك، شاركت كايلا أيضاً في الاحتجاجات على التعذيب في معتقل جوانتانامو، وذهبت في مهمة إنسانية إلى جواتيمالا. وفي الهند تطوعت بتدريس اللغة الإنجليزية للاجئين وللنساء والأطفال الفقراء. وفي 2010، كتبت كايلا تقول: «هذا حقاً هو عمل حياتي: أن أذهب حيثما وُجدت المعاناة»، مضيفة: «أعتقد أنني أتعلم كيف أتعامل مع معاناة العالم بداخلي». دانا ميلبانك محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفس»